– "حسنًا، ما نوع المرض الذي يعاني منه؟"

– "الحب."

– "الحب؟"

– "نعم، الحب؛ لقد تبدل حاله تمامًا خلال الخمسة والعشرين يومًا الماضية، لن تصدق ذلك. لو تعرفون كم مرة خطرت على بالي أفكار وهواجس مختلفة خلال تلك الفترة".

– هل تعرف من وقع في حبها؟

– نعم أعرفها، إنها ابنة السيد قوتيدار.

هتف ضياء شاهيجي قائلًا: يا له من اختيار! سرح بخياله للحظات ثم سأل: "هل أنت متأكد من ذلك؟"

– نعم أنا على يقين من ذلك.

– هل أخبرك هو بذلك؟

– لم يخبرني في الواقع، لكنه ألمح إلي فحسب.

– أين رأى أتابك هذه الفتاة؟"

– للأسف لا أعرف.

وعلى الرغم من فهم ضياء شاهيجي الغرض من زيارة حسن علي، فقد واصل طرح الأسئلة:

–  "الآن ما الذي تنوي فعله؟"

قال حسن علي: "هذا هو هدفي الرئيس من زيارتي، ولجوئي إليكم؛ لمعرفة هل بإمكانكم تقديم أي فكرة أو وسيلة لحل هذه المسألة، ربما يمكننا التصرف وفقًا لذلك. باختصار، أضع نفسي بين يديكم".

جلس ضياء شاهيجي يفكر، وتمتم أكثر من مرة وهو يستنشق بعض السعوط: "شيء غريب، شيء غريب". وفي غضون ذلك، أخذ حسن علي يطرح أفكاره وملاحظاته عن الأحداث التي أحاطت بوقوع سيده أتابك في الحب.

وفي النهاية قال ضياء شاهيجي: "إنها مسألة حساسة للغاية؛ إذا تزوج أتابك في مرغلان، فسيشعر حاجي يوسف بك بالإهانة لا شك وسيغضب منا".

صاح حسن علي قائلًا: العمر الطويل لكم سيدي، أنا خادمكم المطيع فكرت أيضًا كثيرًا في ذلك، لكن ماذا عسانا أن نفعل؟ ليس أمامنا إلا أن نوافق حتى وإن غضب منا سيدي يوسف بك. لكنني أيضًا أفكر في الجانب الآخر من هذه المسألة: هل تعتقد أن قوتيدار سيوافق على الزواج؟"

فكر ضياء شاهيجي مرة أخرى في الأمر، وحك رأسه ثم قال: "كما ذكرت، إنها قضية حساسة للغاية. أعلم أن قوتيدار معجب بشخصية أتابك، لكن هل هو على استعداد لإرسال ابنته بعيدًا عنه كل هذه المسافة؟ ماذا لو قال: " لن أعطي ابنتي لرجل غريب عن قومنا"؟ لا أعرف".

رد حسن علي: "في رأيي، يجب علينا، على أية حال، أن نطرح الأمر كاملًا على قوتيدار، ونطلب منه الجواب. إذا وافق، فكل شيء على ما يرام، وإن رفض نبلغ أتابك، ربما يبرد قلبه، وينسى الأمر".

استقبل ضياء شاهيجي هذا المقترح بارتياح شديد وأردف: في هذه الحالة، ما رأيك، متى يجب علينا الذهاب إلى قوتيدار؟

– "الأمر متروك لكم."

فكر ضياء شاهيجي هنيهة، ثم ظهرت ابتسامة على وجهه وقال: "سوف نذهب الآن. دعنا نقوم بدور الخاطبة مرة واحدة على الأقل في حياتنا."

عندما ارتقى ضياء شاهيجي الدرج ليرتدي ملابسه، وما إن شرع في ذلك، حتى سأله حسن علي: "هل تعتقد أنه من الجيد أن أرافقك، أو تذهب بمفردك؟"

لوح ضياء قائلًا: "لا ضرر إذا أتيت أنت أيضًا".


8. جالب الخير


كان وقع كلمات ضياء شاهيجي وابتسامته قويًا على قوتيدار، حتى إنه وقع في حيرة من أمره، وجبن عن سؤال الضيوف غير المدعوين عن سبب قدومهم.

قال ضياء شاهيجي مبتسمًا: توقف عن الحركة بلا فائدة، وأسرع بإعداد المائدة للخطاب". وما إن سمع قوتيدار هذه الكلمات، حتى ترك الأغصان المشتعلة في نيران المدفأة، وذهب من فوره لترتيب إعداد الطعام. نظر حسن علي في أثره قائلًا: " اللهم لطفك ورحمتك بنا".

"إن شاء الله، سيكون القدر رحيمًا بنا"، قال ضياء شاهيجي بثقة: "من يمكنه رفض مصاهرة شاب رائع مثل أتابك. لو حدث ذلك لقاطعنا ذلك الرجل للأبد".

عاد قوتيدار إلى الغرفة، وتبادل ضياء شاهيجي وحسن على نظرات ذات مغزى. توقع قوتيدار أن يتحدث الضيفان غير المدعوين وعلى رأسهم ضياء شاهيجي عن سبب قدومهما، وشعر أنهما سيتحدثان في أمر مهم. وعندما ساد صمت طويل، وجد قوتيدار نفسه مضطرًا إلى سؤال حسن علي مجاملًا: "هل السيد بخير؟"

في هذه اللحظة، أدرك ضياء شاهيجي أن الفرصة سانحة لمفاتحته في الأمر، والإعلان عن نيته بأكثر الطرق الدبلوماسية الممكنة. وأشار إلى حسن علي أن يمسك لسانه، وأجاب هو عوضًا عنه قائلًا: "سبب قدومنا المفاجئ هو أننا قلقون للغاية على صحة السيد أتابك."

لم يدرك قوتيدار مغزى ما يلمح إليه محدثه، فسأله مرة أخرى: "هل أتابك بصحة جيدة؟"

قال ضياء شاهيجي، وهو يزن كل كلمة: "حتى الآن ، يتمتع أتابك بصحة جيدة، لكن يبدو أن مصير صحته في المستقبل سيكون بين يديك".

ومرة أخرى، لم يدرك قوتيدار ما يعنيه ضياء شاهيجي، ونظر بذهول إلى ضيفيه وقال: "لا أفهم…"

قال ضياء شاهيجي مرة أخرى: "أعني أن أتابك يتمتع بصحة جيدة حتى الآن، لكن صحته مستقبلا بين يديك."