– "بين يدي؟"
– "وتحت إمرتك بالكامل."
قال قوتيدار متفاجئًا: "صحة شاب مثل أتابك تهم كل رجل ذي عقل، لكن ما تقوله مثير للاهتمام، أن صحة رجل ما تحددها إرادة رجل آخر"
قال ضياء شاهيجي مدافعًا عن رأيه: "لا تندهش يا صديقي، فصحة البِك في قادم الأيام تخضع لإرادتك حقًا. هذه ليست مزحة أو لعب بالألفاظ؛ إنها الحقيقة".
وهنا- فجأة- أدرك قوتيدار عمن وعن ماذا يدور الحديث، وشعر بارتباك شديد وحرج بالغ. مسح ضياء شاهيجي بيده على مفرش السفرة الممتدة أمامه، وأخذ رغيفًا من الخبز الذي أعدته تويبكة وقطعه قطعًا صغيرة، ومد يده إلى حسن علي وقوتيدار، وشرع يتحدث بشكل أكثر صراحة قائلًا: "إن الحب هبة إلهية لا تقدر بثمن، ولا يفوز بها وينعم سوى القليل من البشر. إن ابن صديقكم المقرب السيد أتابك بن حاجي يوسف يعاني منذ فترة طويلة من آلام وأسقام خفية وغامضة. وخادمه، وفي الوقت نفسه أبوه الروحي، حسن علي، بحث كثيرًا عن السبب الحقيقي والدواء الشافي لآلام سيده. أما البِك، فهو يخفي مرضه، ولا يكشف سره لأحد. كان حسن علي دائمًا مخلصًا لسيده، فقد راقبه عن كثب ذات ليلة، حتى اكتشف بخبرته الكبيرة وحكمته حقيقة عذابات البِك وسببها.
يقولون يا صديقي إن "الشرع لا يحرم الحب، وليس هناك من أمر يدعو للخجل. ورغم أن الأمر لن يكون سهلًا لنا ولكم، فهناك أمور علي توضيحها: في يوم من الأيام، هبت رياح القدر ورفعت الحجاب عن وجه فتاة تجلس تحت ستار البراءة، وفي الوقت نفسه، تسمح الأقدار للسيد أتابك أن يرى هذا الوجه البريء. وفي تلك اللحظة، ولد حب حقيقي وطاهر في قلب البِك تجاهها".
أضاف ضياء شاهيجي بضع عبارات فضفاضة، ثم صمت. وهنا شعر قوتيدار بخجل شديد، وكان هذا هو شعور الضيوف نفسه. كان ثلاثتهم يعون جيدًا حساسية الموقف ودقته؛ وساد صمت طويل بدا وكأنهم ثلاثتهم قد اتفقوا عليه. وعلى الرغم من أن الغرض من زيارتهم كان واضحًا مثل النهار، فقد تظاهر قوتيدار لسبب ما بعدم الفهم وسأل: "ومن تكون هذه الفتاة؟ ابنة من هي؟
أجاب ضياء شاهيجي، وكأنه كان يتوقع أن قوتيدار سيطرح هذا السؤال:
– "ابنتك الحبيبة."
أحنى قوتيدار رأسه، ناظرًا بخجل نحو قدميه- ربما يشعر بالحرج من سؤاله. ومن جديد ساد صمت قاتل وغير مريح بين الحضور حتى اضطر ضياء شاهيجي إلى كسر هذه الحالة قائلا: "زيارتنا هدفها أن نهبك ابنًا ورجلًا مثاليًا، وإن شاء الله، عند عودتنا سنقدم لأتابك أيضًا هدية؛ فتاة جميلة رقيقة مثال للبراءة، وأفضل زوجة له على وجه الأرض."
أخذ قلب حسن علي يخفق بشدة في انتظار رد حاسم من قوتيدار. فهل سيستجيب أو لا؟ أما بالنسبة لقويتدار، فكان بدوره مذهولًا، غير متأكد من كيفية الرد على هذين الرجلين اللذين ينتظران بفارغ الصبر إجابة منه.
قال قوتيدار أخيرًا: "سأكون من أسعد الآباء إذا حظينا بالسيد أتابك صهرًا لنا، وابنًا لي. لكن القرار كاملًا ليس بيدي؛ فزوجتي، التي رعت ابنتي وأرضعتها صغيرة وربتها حتى كبرت، يجب أيضًا مراعاة مشاعرها. وعدم الأخذ برأيها والانفراد بالرأي وحدي بمثابة أكبر إهانة. فإذا كنت لا تمانع الانتظار حتى أتحدث معها أولًا، ثم أجيبك عن سؤالك".
أظهر قوتيدار إخلاصًا وتفانيًا لزوجته لا يمكن إنكارهما، وشعر الخطاب بدمائهما تتسارع في عروقهما، وأخذا يعولان أكثر على النجاح في مسعيهما.
رد ضياء شاهيجي بصوت واثق: "الأمر لا يتعلق بتجارة خيل، بل إننا نتحدث عن مصير إنسان يا صديقي. بالطبع تشاور مع زوجتك الوقور. أخبرها بما تعرفه عن السيد أتابك ووالده، وفكرا جيدًا في القرار، ثم أخبرنا به".
بعد هذه الكلمات، غادر قوتيدار المضيفة وبها ضيفاه، وتوجه إلى حيث زوجته. كانت كوموش نائمة، وتويبكة تغط في نومها حتى إن صوت شخيرها كان يعلو على كل شيء في غرفتها الصغيرة القريبة من المطبخ. فتح قوتيدار الباب، ثم قال لأفتاب آيم ، التي كانت تجلس بانتظار قدومه:
"خذي شمعة واتبعيني".
كانت الغرفة التي ولجا إليها مزينة ببذخ، وكأنها متحف صغير. كانت هناك مجموعة من الأقمشة الحريرية الملونة، والبطانيات المزركشة مخزنة على الأرفف الغائرة في الحائط إلى جانب أكوام من الوسائد المصنوعة من الريش. كانت هناك صفوف من أدوات المائدة الصينية الفاخرة، وأكواب مزخرفة من البورسلين الرقيق، بالإضافة إلى أقداح الشاي، والأطباق، والأباريق؛ وكانت الجدران مغطاة بالسيوف والدروع والخوذات والخناجر والسيوف بأغماد من الفضة المزركشة. كانت هناك مجموعة متنوعة من الملابس الرجالية والنسائية، مغطاة أو مطوية. وكانت هناك معاطف وقفطان محلي، وغيرها. وكانت العيون تزيغ من فرط جمال السجاد الأحمر الجميل الذي يعد من روائع فنون النسيج.