– هل أنت أتابك؟

– نعم، سيدي، أنا.

– هل أنت ابن يوسف بك حاجي من طشقند؟

– نعم سيدي.

– أنت تقيم الآن في مرغلان؟

– نعم، سيدي.

– منذ متى وأنت هنا؟

– منذ حوالي أربعين يومًا.

– ما الغرض من زيارتك إلى مرغلان؟

– جئت في تجارة، سيدي.

– هل جئت تتاجر وحدك؟

– معي شخص آخر.

ألقى الوالي نظرة على القائمة التي كان يحملها أمامه، وواصل التحقيق:

– من حسن علي؟

هنا ارتبك أتابك قليلًا، لكنه أجاب بهدوئه السابق:

– هو خادمنا، الشخص الذي أتيت معه من طشقند هو حسن علي.

– وأين حسن علي الآن؟

– في مرغلان.

– هل يعيش معك؟

– كلا، إنه يقيم في خان للمسافرين. لدينا هناك بعض البضائع، وهو يعتني بها.

– من يكون هذا الشخص بالنسبة لك؟ – أشار الوالي إلى قوتيدار.

– هو والد زوجتي.

– منذ متى وهذه الصلة قائمة بينكما؟

– اليوم هو اليوم الثامن من زواجي بابنته.

– هل سبق لك الزواج؟

– لا.

– لماذا إذًا تزوجت من فتاة من مرغلان وأنت من طشقند؟

كان أتابك مرتبكًا، فظن الوالي أن ارتباكه هذا دليل على صحة شكوكه:

– أجب.

– إنه النصيب، سيدي.

صمت الوالي هنيهة، ثم فكر وواصل الاستجواب:

– من تعرف أيضًا في مرغلان؟

– لا أعرف سوى ثلاثة أو أربعة أشخاص، لا أكثر.

– هل تعرف أكرم حاجي؟

– نعم أعرفه؛ التقيت به عدة مرات.

– وأين هو الآن صديقك أكرم حاجي؟

– لست أدري، سيدي، – قال أتابك ونظر إلى حميه، كأنما يخاطبه لمساعدته في الرد على السؤال.

فقال قوتيدار: أكرم حاجي على الأرجح في أنديجان، سيدي".

– حسنًا، أجب يا أتابك، في منزل من دارت الأحاديث التي حضرها معك أكرم حاجي؟

بدأ أتابك يشعر أن هذا الاستجواب يجري لسبب ما، وأن شيئًا خطيرًا كان مخفيًا وراء هذه الأسئلة.

– المرة الأولى التي التقينا فيها قبل حوالي شهر كانت في منزل رجل يدعى ضياء شاهيجي، والمرة الثانية – في منزل هذا الرجل (أشار أتابك إلى قوتيدار). كان أكرم حاجي حاضرًا أيضًا في هذه اللقاءات.

– من شارك في اللقاءات التي جرت في منزل ضياء شاهيجي؟

– أنا، وضياء شاهيجي، وهذا الرجل (قوتيدار) – فكر أتابك للحظة وأضاف: – وابن ضياء شاهيجي – رحمت، وأكرم حاجي، وحسن على وشخص آخر يدعى حامد.

عند سماع اسم حامد، أومأ رئيس الشرطة برأسه مؤكدًا الكلام. تابع الوالي وهو ينظر إليه من تحت حاجبيه:

– ومن كان حاضرًا في الاجتماع الثاني؟

– الأشخاص نفسهم، ماعدا حامدًا.

– متى أتيت إلى مرغلان؟

– قبل أربعين يومًا.

– حسنًا، والآن أخبرني، ما السبب الذي جعلك تقيم في مرغلان لفترة طويلة؟

– بالطبع أنت تعلم أن طشقند محاصرة. والعودة إلى هناك الآن ستكون ضربًا من الجنون.

– ماذا تقول، هل خفت من القبجاق وأنت من القاره تشابان ؟ – سأله الوالي باستهزاء.

– أنا لا أفهمك. – قال أتابك مبتسمًا، لقد كان يتحدث مع الوالي كأنه يتحدث مع شخص عادي. وما كان يقلق قوتيدار ويزيده توترًا وخوفًا ليس كلام أتابك بل ابتسامته. فالتعامل مع الحاكم بمثل هذه الطريقة، حتى لو كان على حق كمن يلقي بنفسه إلى التهلكة. صحيح أن أوتاباي كان أكثر الحكام حكمة وعدالة في ذلك الوقت، لكنه لم يستطع إلا الخضوع لتأثير العادة والجو العام في ذلك الوقت؛ ولهذا فإن أتابك بطريقته الهادئة أخرجه عن صبره:

– هل نسيت أن أباك يوسف بك حاجي هو عدو القبجاق؟ وماذا عن التعليمات التي أعطاك إياها والدك بصفتك ممثلًا له، وأعطاك بها صلاحياته؟

– من عدو القبجاق وما الصلاحيات التي تتحدث عنها؟ سألتك بالله أن تتكلم بشكل أوضح، فأنا لا أستطيع أن أفهم أي شيء، أو لتقتلوني.

– لا تتظاهر أيها البك، نحن نعلم جيدًا من هو والدك، ولماذا أرسلك إلى مرغلان، وماذا تفعل هنا مع قوتيدار. كل شيء معلوم بالوثائق؛ تريدون تحريض الناس في مرغلان ضد القبجاق، ونحن نعلم ذلك.

– يا إلهي! – صاح أتابك وقوتيدار معًا.

كان وقع الصدمة عليهما قويًا. احتبست أنفاس أتابك، واصفر لونه، في حين كان قوتيدار يرتجف كمن أصابته الحمى. بجهد جهيد حاول أتابك أن يتماسك، وقال:

– إن هذا محض افتراء يا سيدي، هل تعتقد حقًا أن والدي عدو للقبجاق، وأني قد أتيت إلى مرغلان للتحضير للانقلاب مع رفاقي؟

– لا أعتقد، بل أعلم أن الأمر كذلك، ونحن ندرك جيدًا الغرض الذي من أجله قام قوتيدار بتزوجيك ابنته، وجعلك صهرًا له.

أصاب قوتيدار ذهول تام، وبقى أتابك صامتًا أيضًا من هول الصدمة. ففسر الوالي ورئيس الشرطة اللذان كان يراقبان المتهمين بعناية، حالتهما تلك على أنها دليل ضدهما.