وسرعان ما سأل أتابك، بعد أن فقد السيطرة على أعصابه: "أي بناته خطبتها لي؟"
قال حسن علي: "ابنة قوتيدار الوحيدة، لا تقلق بهذا الشأن يا سيدي؛ فقد وعد ضياء شاهيجي بالحضور بعد شاي الصباح، وسيكون علينا أن نناقش معه تفاصيل الاستعداد للعرس".
كان من الصعب معرفة هل كان أتابك سعيدًا أو يائسًا؛ لم يُظهر أي علامة على رفض ما يقوله محدثه، لكنه في الوقت نفسه لم يشعر بسعادة عند سماع الخبر.
عندما استيقظت كوموش في الصباح، لاحظت أن هناك حالة طوارئ بالمنزل على غير العادة؛ بدا أن الجميع حلموا بحفل الزفاف في تلك الليلة. كانوا يتحدثون جميعًا عن شراء وسائد ريش جديدة، وكانوا يناقشون بإسهاب ملابس العروس. كانت أمها تطلب بإصرار من أبيها أن يشتري حزامًا ذهبيًا جديدًا للخطيب. "يا إلهي! من العريس الذي تتحدث عنه أمي؟ لمن يريدون تزويجه؟ لمن غيري؟ فهل هناك أخوات لي؟ لديهما ابنة واحدة فقط؛ لذلك فالحديث يدور عني أنا فقط، كوموش. الأمر هكذا إذا شئنا المنطق".
الجميع يسأل: من سيتزوج؟
"كوموش".
– "وهل كومش قبلت بالخطيب؟ قبل كل شيء يجب أن نأخذ رأيها. أليس كذلك؟"
– "لا ضرورة لسؤالها، ولا حتى إخبارها بالأمر برمته"
– "لماذا؟"
– "إنها التقاليد؛ تقاليدنا، لا رأي لها، ويجب أن توافق على الزوج الذي اختاره والداها لها.
كانت العبارة الأخيرة التي نطقت بها تويبكة كافية لكوموش؛ لتأكيد المصير الذي ينتظرها، وتفهُّم أنها المقصودة. قالت الخادمة تويبكة ضاحكة: "استمعي إليّ جيدًا يا سيدتي، أنت لا تعطيني حق قدري، وأنا لدي قوة خارقة على رؤية المستقبل؛ فإذا ما قلت أو فكرت في شيء ما، فستقوم الملائكة على الفور بقول "آمين". ذات يوم أخبرتك عن ضيف شاب، وغضبت مني حينها. من اليوم فصاعدًا، أنتِ أصبحت مخطوبة لهذا الرجل. والآن وبعد ما حدث يجب أن تأمنيني على أسرارك كلها يا سيدتي."
عند سماع الخبر، امتلأت عيون كوموش السوداء، واغرورقت عيناها بالدموع.
قالت تويبكة: "لا تبكي يا سيدتي؛ فنحن نعرف سبب هذه الدموع. في مثل هذه المواقف يضحك الرجال من السعادة، في حين تبكي الفتيات مثلك. أنت تبكين من الفرح، أنا أيضًا بكيت عندما أصبحت مخطوبة، لكن في قلبي كنت أنتظر بفارغ الصبر يوم الزفاف"
ردت كوموش: "دعيني يا خالتي فقد نفد صبري. لا تنطقي بكلمة أخرى."
قال تويبكة: "سأصمت ولكني سأقول شيئًا واحدًا مهمًا فحسب: أوه، لو أنك رأيت هذا العريس فقط، فستعرفين حقًا، سيدتي، كم هو وسيم وذكي. نجماكما متوافقان بشكل مدهش وأنتما مثاليان لبعضكما".
لم تستطع كوموش تحمل المزيد وصرخت بألم: "آه، لا تقولي كلمة أخرى. سأموت."
عند سماع صيحات كوموش الغاضبة، خرجت أمها وجدتها عائشة من الغرفة المجاورة تتساءلان: "ماذا حدث؟ ماذا جرى؟"
غطت كوموش رأسها تحت مفرش المنضدة واستلقت. أصيبت تويبكة بالرعب وقالت لهن: "كنت أصف لها زوجها المستقبلي فقط، لكنها فجأة غضبت مني".
وبّخت أفتاب آيم تويبكة بقولها: "أنت حمقاء. لقد أحرجتها، ودائمًا تتدخلين في أمور ليس لك فيها شأن. اذهبي من هنا الآن وقومي بما عليك من عمل."
فسرت الأم والجدة دموع كوموش بأنها خجل معتاد يصيب الفتيات في مثل هذا الموقف، وانصرفتا إلى غرفتيهما، وأخذتا تبحثان مرة أخرى في محتويات صناديق العروس، واستمرا في الاستعدادات لحفل الزفاف.
ظلت كوموش هكذا لعدة لحظات، ورأسها تحت المفرش، وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما. ثم، أخيرًا، نهضت وذهبت إلى جناح الرجال من المنزل. كانت عيناها محمرة وجفونها منتفخة بعد طول بكاء. كان وجهها متورمًا، لكن كل هذا لم يقلل من سحرها وجمالها، بل على العكس من ذلك، جعلها أكثر جمالًا وسحرًا. جلست الفتاة على حافة الشرفة، مستندة بوجهها على يدها اليمنى، وغرقت في أفكارها الخاصة – قضت دقائق طويلة تتذكر وتفكر وتحلم. وأخيرًا أبعدت وجهها عن يدها، وأخذت نفسًا عميقًا، وكأنها تنتظر شخصًا ما، نظرت حولها.
"على شاطئ الجدول حيث الماء المتدفق، السر يكمن هناك"
سقطت دموعها منهمرة وهي تهرع باتجاه حافة الجرف. وعندما وصلت إلى الجسر، قفزت إلى بقعة جافة يعرفها الجميع. أخذت حفنة من الماء في يديها، وغسلت وجهها ونظرت نحو الطريق ثم عادت تتأمل جريان الماء. لا أحد يدرك ألم كوموش، لا أحد يستطيع أن يعرف ما حلمت به، فقط هذا التيار من الماء المتدفق هو من يعرف أسرارها.